الصيام في شهر رمضان:
(182) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)
(سورة البقرة)
رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة، ويعتبر من أعظم العبادات التي يقوم بها المسلمون في هذا الشهر المبارك. إنه فرض عظيم يحمل في طياته الكثير من الفوائد الروحية والصحية والاجتماعية. يعتبر الصيام في رمضان عبادة تقوم على الامتناع عن الطعام والشراب والجماع الجنسي وبعض الأعمال المحرمة، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، بهدف تحقيق القرب من الله سبحانه وتعالى وتطهير النفس وتهذيب الأخلاق.
مقدمة عن شهر رمضان:
شهر رمضان المبارك يعتبر من أكثر الشهور ترقباً وانتظاراً في العالم الإسلامي. إنه شهر الصيام والتضامن والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة والعبادات المتنوعة. يحمل الصيام في رمضان قيمة دينية وروحية عميقة تشعر بها كل فرد من المسلمين، حيث يعكس تلك العبادة الصبر والتحمل والتقوى، وتعزز الروابط الاجتماعية والتعاون بين أفراد المجتمع.
معنى الصيام في الإسلام:
يعتبر الصيام في الإسلام من العبادات الخمس الأساسية، ويأتي ترتيبه بعد الشهادة بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. إن الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب والجماع الجنسي، بل هو أكثر من ذلك، إنه يشمل امتناع الفم والأطراف الأخرى عن كل ما ينافي الطاعة لله ويوجب سخطه. يعتبر الصيام وسيلة للتقرب إلى الله، وتطهير للنفس وللجسم، وتدريب للإرادة وتهذيب للأخلاق.
في ضوء الشريعة الإسلامية، تعتبر الصيام فرضاً من فروض الدين، وقد جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم تحث على فعل الصيام وتبين حكمه وفضله. منها قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” [البقرة: 183]. وتتضمن الأحاديث النبوية الشريفة الكثير من الأحكام والتوجيهات حول صيام شهر رمضان وفضله وكيفية أدائه.
أحكام الصيام في رمضان:
1. النية لصيام رمضان: يجب على المسلم أن يتعين نية الصوم لله تعالى في قلبه قبل طلوع الفجر، وهي ضرورية لصحة الصيام وقبوله علماً أن النية محلها القلب ولا داعي بالنطق بها.
2. الامتناع عن المفطرات في رمضان: يجب على الصائم الامتناع عن الطعام والشراب والجماع الجنسي والأعمال المحرمة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
3. صيام رمضان للصغار والكبار: يشترط على الشخص أن يكون بلغ سن الرشد وعقله سليماً ليصوم، ولكن يُسمح للأطفال بالصوم تدريجياً لتعليمهم العبادات الإسلامية.
4. استثناءات الصيام في رمضان: يُسمح للمريض والمسافر بقضاء الصوم في وقت آخر من السنة، وكذلك للمرأة الحامل والمرضع إذا كان الصوم يضرها أو يضر بالجنين أو الرضيع.
5. قضاء صوم رمضان: إذا لم يستطع المسلم الصوم في رمضان بسبب المرض أو السفر أو الحمل، يجب عليه قضاء الأيام التي فاتته بعد انتهاء شهر رمضان.
